وفي رمضان ينهم المسلم دروسًا قيمة في التكافل الاجتماعي، والتعاون بين المسلمين، والتوحد على الخير، ومن هذه الدروس.
الدرس العاشر: الإحسان والصدقة: فرمضان شهر الجود والعطاء، والإحسان والزكاة، فقد كان رسول الله وهو القدوة والأسوة، كان حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ( )، وكان : «لا يسأل شيئًا إلا أعطاه»( ).
وفي هذا درس لكل صائم وتمرين له، وتعويد له على البذل والعطاء، والإحسان إلى الفقراء والمساكين وذوي الحاجة.
ولك أن تتأمل في حال الصائم حينما يكسر الجوع حدته.. ويتذوق منه مرارته كيف يكون شعوره, وهو يحسن إلى البائس الفقير المعوز المحروم.. فلا بد أنه يستشعر ما يؤلم ذلك الفقير في غير رمضان من جوع وحرمان, وهذا المشهد.. وذاك الشعور أن يكون محفزًا قويًا على حمل النفس على البذل والإحسان والجود.
فالصدقة أجرها عظيم عند الله، وثوابها حاصل في رمضان وفي غيره، وإن كان حصوله في رمضان مضاعفًا لبركة شهر رمضان، وفي الحديث عن النبي قال: «إن في الجنة غرفًا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام»( ).
فرمضان يحث المؤمن على التكافل، ولعل هذا الخلق العظيم من مقاصد تشريع زكاة الفطر التي أوجبها الله على كل مسلم بالغ يملك قوت يوم العيد وليلته.
الدرس الحادي عشر: توحيد المسلمين: فإن في توحد المسلمين في صيام رمضان في وقت واحد في شهر واحد، وحضورهم لصلاة التراويح، وإفطارهم وسحورهم في وقت واحد، وكذلك سرورهم بعيد واحد، فإن في هذا كله توحيدًا وجماعًا لكلمة المسلمين، ينبغي لكل مسلم أن يجعل منه منطلقًا لجمع كلمة المسلمين على الخير والهدى، وعلى ما يعود عليهم بالخير والصلاح في الدارين، وأن ينبذ أسباب الفرقة، وعوامل الشتات التي هي أحد على شوكة المسلمين من سيوف الكفار. قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103].